Abstract:
إنالأنماطالمعماريةعلىمرالعصوركانتدائماانعكاساصادقالتطورالبيئة الحضاريةالتيكانتتسودكلمرحلةمنالمراحلالتاريخيةلدىأيشعبمنالشعوب مهماكانمحيطهاالبيئيسواءفيالمنطقةالمعتدلة،أوفيالمنطقةذاتالمناخالجاف المتميزبالتغيرعلىالمدىالقصيرأياليومي،حيثساعدتالبيئةالصحراويةالحارة بظروفهاالطبيعيةوالاجتماعيةعلىإيجادنمطعمرانيمعينيتلاءممعها،إذعمل الإنسانعلىجعلمسكنهوحيهومدينتهيتوفرعلىعاملالحمايةمنالظروفالطبيعية القاسيةوالاجتماعية،ونظراللعفويةوالتلقائيةالتيعمدهاالإنسانأوالفردالصحراويفي بناءمسكنهبالدرجةالأولىومدينتهلتعددالمساكنجعلتهاتنفردبخصائصومميزات عمرانيةجعلمنهانمطامميزاوخاصايعبرعنتأقلمالإنسانمعأصعبالظروف الطبيعيةوالمتمثلةفيالحرارةوالرياحالمحملةبحبيباتالرمل " الزوابعالرملية،إذ عملعلىجعلمبانيهملتحمةوشبهملتحمةفينسيجعمرانيمتناسق.
توصف في كثير من الأحيان العمارة الصحراويةبالبساطة، سواء من ناحية إنشاءاتها المعماريةأومن ناحية مواد البناء التي شيّدت بها، غير أن الباحث في تفاصيلها يكتشف أنها عمارة تم تطويرها عبر قرون كثيرة لتكون حصيلة تراكمات تراثيةوتجارب شتىاكتسبها الإنسان وورّثها للأجيال اللاحقة، فأصبحت نمطا معماريا خاصا ومتميزا يتأقلم مع العوامل المناخية الصعبة للمنطقة من جهة ويراعي خصوصية الحياة الاجتماعية للسكانمن جهة أخرى.
إن القصور الصحراوية ظاهرة معمارية يتميز بها الجنوب الجزائري، فهي رمز ومعلم حضاري هام يدل على عمق تاريخالمنطقة دلت عبر القرون على مدى قدرة الإنسان على التأقلم وخاصة التأقلم مع المناخ الصحراوي. ومع التطور الحاصل في مواد البناء وتكنولوجيا ومع انحلال الروابط التقليدية وتشكل البني الاجتماعية الجديدة وازدهار حركة العمران نقص مستوى الراحة والرفاهية في المسكن التقليدي بالقصور، وهذا ما أدى إلى الهجر المتواصل للقصوروبذلك أصبحت القصور مجرد معالم أثرية وسياحية تشهد على عمق التاريخ واصالة ساكنيه سابقا.