Abstract:
وفي الأخير و من خلال دراستي و ما تقدم في بحثي والمتمثل في : إشكالية العقل في الفكر الإسلامي، وما تم استعراضه في الفصول الثلاثة السابقة نستنتج أنَّ :
القرآن الكريم قد وضع مرتبة عظيمة للعلم والعقل والفكر في الإسلام من حيث المكانة والمقام فالعلم هو نور الحياة ، فالمجتمعات الجاهلة لا تتطور إلا بالعلم والمعرفة .
أنَّ القرآن هو مصدر للأحكام الشرعية ، والفصل في الحلال والحرام، وهو مصدر للقيم أيضا، حيث يبين الخير والشر، والفضيلة والرذيلة، كما هو في السنة أيضا .
من صفات منظومة القيم الأخلاقية التي جاء بها الإسلام ـنها موافقة للعقل، فالأخلاق الإسلامية موافقة للعقول السليمة، وليس فيها ما يناقضها .
دور العقل هو الفهم و الاستنباط ، أي استنباط الحقائق طالما كان ذلك لا يتعارض مع القرآن والسنة .
يعتبر ابن رشد من اهم الفلاسفة المسلمين ، الذين مجدوا العقل ومارسوا حقيقةً ، من خلال اجتهاده، في مختلف القضايا ، جعلته يشغل مكانة هامة واعتبارا مرموقا .
يعتبر كل من الغزالي و ابن رشد فعلا وبجدارة فلاسفة العقل في الفكر الإسلامي .
محاولتهما التوفيقية متميزة عن غيرهم من الفلاسفة المسلمين حيث ذهبوا بعيدا في استعمال العقل وفي شرح علاقته بالفكر الإسلامي .
أول ما هدف إليه الغزالي هو أن يقيم إيمانه على أسس ثابتة ليصبح قادرا على درك حقائق ما يؤمن به و معرفته .
كان هدف الغزالي الدفاع عن الإسلام في وجه الحركات الدينية و السياسية ، و أن يحمي العامة من التفرقة وراء الفرق الدينية ، فيضعف إيمانهم بالدين و تمسكهم بأوامره .
موقف المعتزلة من المسائل الكلامية كان فريدا ومتميزا عن باقي المواقف ذلك أنَّه عكس وبشدة العقلانية التي مارسوها في النص القرآني .
وجود تكامل بين العقل والنقل ، على أساس حماية الشريعة بالعقل وفقا لمبادئ العقل و أسسه ، دون الإخلال بأصول الشريعة ودعم المنقول بالمعقول .
و وددت أن أختم بحثي هذا بمقولة لخليل أحمد خليل في كتابه العقل في الإسلام حيث يقول :'' إننا حين نستعبد أنفسنا بهذا النمط من تعطيل العقل...، ألا نفتح النجال أمام الآخرين لكي يتمكنوا من ألا نفتح النجال أمام الآخرين لكي يتمكنوا من استعبادنا موضوعيا، تاريخيا، من خلال ما أنجزوا ، بينما نحن قابعون، نتلهى كأطفال بمعتقدات و توهيمات تحتاج إلى عقلنة ...''