Abstract:
على ضوء ما قد طرح سابقا وهو بمثابة قراءة على قراءة نيتشه للتاريخ الفلسفي ضمن رؤيته للأخلاق نلاحظ أن فكر نيتشه يحمل الكثير من الخصوبة ، إذ يمكن فهمه على عدة أوجه فعودته ثقافيا للذاكرة الفلسفية عبر مختلف مراحلها من إجثثات لرؤى فلسفية المثقلة بالثنائيات الأخلاقية من التصور النقدي تمثل تمثلا فعليا للفعل الفلسفي النيتشاوي وليس إنعكاسا أو مذكة لحياته .
ببساطة لأن تصور نيتشه للأخلاق مؤسس على القيمة ولا يمكن الحديث عن التاريخ الإنساني بمعزل عن القيم ، فالبناء الفلسفي هو بناء قيمي يتستر وراء المثال الأعلى الزهدي وعلى رأسه الدين والوجود لهذا أراد نيتشه أن يعطي تراتبا قيميا جديدا للبناء الفلسفي ، لينتقل من خلاله من نقد الأخلاق القديمة إلى نقد الأخلاق الحديثة في عصره .
وهذا النقد الأخلاقي في الفلسفة يهدف نيتشه من خلاله إلى إخراج الإنسان الغربي من حالة الإنحلال الذي رافقه لمدة طويلة من تاريخه ، والفكر المسيحي الذي سيطر على الواقع الأروبي ، لا من أجل فترة يعيشها هو بل من أجل ولادة أروبا المستقبل بقيادة إنسان لا يعرف معنى الضعف بل القوة .
إذن من خلال هذا الموقف النقدي للأخلاق والطرح القيمي للفعل الفلسفي ، يمكن أن نستخلص جملة من النتائج نلخصها فيما يلي :
1/ أن نظرة الفلاسفة المعتمة للمرحلة الأسطورية من الحقبة اليونانية جعلت الأخلاق منحطة .
2/ أن عودة نيتشه للفلسفة اليونانية وخاصة السقراطية والأفلاطونية هي التي أعطت لفلسفته هذا البعد القيمي لبناء أخلاقه .
3/ أن العالم معطى من خلال الصيرورة وأنه لا وجود لعالمين هناك عالم واحد فقط وهو الواقعي .
4/ أن موقفه النقدي الذي مارسه على الأخلاق هو الذي أوصله لنتيجة أخلاق القوة .
5/ أن العدمية السلبية التي يعيشها الإنسان الغربي لا يمكن تجاوزها إلا من خلال القوة .
6/ أن الإنسان المتفوق هو الذي يمثل فكر نيتشه .
7/ أن فلسفة نيتشه أخلاقية بدرجة أولى .