الخلاصة:
شترك مؤلف الجيلالي "تاريخ الجزائر العام" ، مع المو سوعات التاريخية في تناوله فترة زمنية طويلة
تبدأ من مرحلة ماقبل التاريخ إلى الستينات من القرن العشرين ، ويشترك مع الدراسات العلمية ، في
ّ مقدمته وفي إثراء مؤلفه ببعض النصوص ، والمعاهدات ، ومع الكتب المدرسية في اختزال المعلومات في
جداول ، وفي الخرائط التوضيحية .
حاول الجيلالي من خلال موسوعته التاريخية رصد مختلف جوانب التاريخ الجزائري ، وقد بذل فيها
جهدا كبيرا امتد على فترة تجاوزت النصف قرن ، وهي عمل غير ائي لأنه منقوص من مرحلة مابعد
النصف الثاني من القرن العشرين ، وعلى الخصوص الثورة التحريرية وبناء الدولة الجزائرية المعاصرة.
إن عمل المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي الذي دخل التاريخ من باب الهواية والنضال ،يستحق كل التقدير
لأن الجزائر المعاصرة لم تتمكن إلى اليوم من وضع موسوعة تاريخية عامة تشمل كل المراحل التاريخية
بمقاربات منهجية علمية .
لكتابة الظرفية التي مي " تاريخ الجزائر العام " مازالت تلقى قبولا لدى الأوساط الثقافية ّ إن ا زت
والتربوية ، رغم تجاوزها على مستوى الأبحاث الجامعية ، وهي في حد ذاا شاهد على توظيف
التاريخ في قضايا الأمة الجزائرية .
هذا وتعتبر هذه الدراسة مساهمة بسيطة لإثراء النقاش حول الإنتاج التاريخي المحلي للمؤرخين
الجزائريين . وان العناية بمراجعته تعد من الأهمية بمكان فهي التي تحيي القضايا الخلافية لتأخذ منها
منطلقا لرؤى وتصورات جديدة ، وهي التي تؤسس لثبات الحقائق أو دحضها ، أو تحيل على إعادة
الإنتاج من جديد .
وآخر ما يمكن قوله في اية هذا البحث هو دعوة المتخصصين في الدراسات التاريخية و
الاجتماعية إلى توجيه الطلبة مستقبلا نحو هذا النوع من الدراسات في إطار عمل يعزز آليات البحث
التاريخي ويحقق التواصل بين الأجيال ، كما يفتح آفاق النقد و النقاش حول إشكالات كتابة تا