Abstract:
في ختام هذه الدراسة التي تناولت محمد بن عبد الكريم الخطابي ودوره النضالي المغاربي (1947 – 1956 م) ولقد كان هدفي من هذه الدراسة ابراز دور هذه الشخصية مغاربيا وكيف استطاع توجيه الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي وعليه من خلال الدراسة والاستقصاء اتضحت لي مجموعة من النتائج حسب ترتيب فصول البحث الاربعة التي جاءت كالاتي :
. إن اعلان الحماية الذي أبرم في 30 مارس 1912 م على المغرب الاقصى جاء تتويجا لمراحل عديدة فقد نجحت فرنسا بالانفراد بحرية التصرف في المغرب الاقصى بعد أن عقدت سلسلة من المعاهدات والاتفاقات مع الدول الاوربية التي كانت تنازعها حق التصرف في المغرب الاقصى لوحدها وبذلك دخل المغرب الاقصى مرحلة جديدة تمثلت في فقدان الاستقلال.
. ان المتتبع لنضال محمد بن عبد الكريم الخطابي يدرك مدى اخلاصه وتفانيه في قضايا وطنه وتعتبر ثورة الريف من عام 1921 م اكبر دليل لما خلفته من صدى في الخارج والداخل وما حققته من انتصارات على الاسباب في معركة أنوال خاصة ، ولقد كانت الامل الوحيد للمغاربة في امكانية دحر الاحتلال بالقوة العسكرية ورغم استسلام الخطابي بعد التعاون الاسباني والفرنسي ونفيه الى جزيرة لرينيون 1926م فان دوره لم ينتهي ولم يتوقف بل بقي مصدر الهام شعبه .
. لم يقتصر نضال عبد الكريم الخطابي على نضال قطري بعد تحريره من المنفى ولجوئه الى مصر، بل ناضل من اجل كفاح المغرب العربي من خلال ترأسه للجنة تحرير المغرب العربي في عام 1948 م حيث ساهم في جمع شمل الوطنيين المغاربة بصورة أكثر تنظيم وفعالية، وكذلك ساهم في التعريف بقضية المغرب العربي خلال اللجنة.
. اسس عبد الكريم الخطابي جيش تحرير المغرب العربي ولقد جمع حوله عددا كبيرا من الثوريين الذين امنوا بالكفاح المسلح المشترك، لكن هذا التوجه سرعان ما اصطدم مع العناصر التي كانت ترى العمل ما هو الا وسيلة لدعم النضال السياسي، ليدخل الخطابي في صراعات ايديولوجية مع بعض الوطنيين المغاربة.
. ان مشروع الخطابي الهادف الى توحيد الكفاح المسلح بين كل من الجزائر وتونس والمغرب الاقصى في جيش تحرير المغرب العربي سيظل انجازا تاريخيا فريدا من نوعه حيث تمكن الخطابي من جمع الوطنين المغاربة و توحيد المعركة وتنسيقها عسكريا وبذلك نجح الخطابي ان يذيب اغلب الحواجز السياسية والايديولوجية بين الوطنيين المغاربة ، لكن سرعان ما بادرت فرنسا الى ضرب هذا المشروع الذي شكل خطرا على بقائها في المغرب العربي من خلال تفاوضها مع تونس والمغرب الاقصى .
. لقد عارض الخطابي المفاوضات الفرنسية مع تونس والمغرب واعتبرها اخلالا بميثاق لجنة تحرير المغرب العربي لأنه تحرير ناقص في نظره ، ولقد اتبعت الثورة الجزائرية نهج الخطابي واعتمدت توجيهات لجنة المغرب العربي وهي الوحيدة التي نفذت برنامجها حتى النهاية وهو البرنامج الذي يهدف الى تحرير الاقليم من الناحية العسكرية والسياسية ...، ليتحقق أمل الخطابي وهو استقلال المغرب العربي الى ان وافته المنية بالقاهرة يوم الاربعاء 6 فيفري 1963 م عن عمر يناهز 81 سنة ليترك تاريخه شاهدا على اعماله البطولية الداعية الى الوحدة المغاربية .