الخلاصة:
وعموما أن علم الاجتماع قد تطور من خلال النظريات السوسيولوجية سواء منها الكلاسيكية أو المعاصرة كما أن العوامل الفكرية البنائية جعلته يسير من خلال مسار يتبنى من خلاله وجهة نضر معينة في وصف الواقع و تفسيره ، و لقد اتضح ذلك من خلال عرض الاتجاهات الكلاسيكية في علم الاجتماع ، حيث تمثلت أعمال كونت و دوركهايم و بارسونز حول فكرة تطور المجتمع من خلال فكرة القهر الاجتماعي التي قدمها الفيلسوف الانجليزي توماس هوبز حيث كانت لهذه الظروف البنائية و الفكرية تأثيرا كبيرا في علم الاجتماع فالتطورات الكبرى جاءت أثناء أزمات سياسية و اقتصادية مرت بها المجتمعات الغربية و مظاهر التفكك و الخلل و كان على علماء الاجتماع أن يقدموا لمجتمعاتهم الصيغة التي يمكنها أن تخلصها من مظاهر الخلل و الاضطراب حيث قدم كونت حلا وضعيا يستلهم روح العلم في فهم و تفسير الواقع الاجتماعي انه حل يقوم على فكرة الاتساق العام في المجتمع و هذا الاتساق هو أساس النظام الاجتماعي كما قدم دوركهايم حلا قهريا عندما ركز على فكرة الضمير الجمعي الذي يخلق ضربا من ضروب التماثل الجمعي العقلي و العاطفي بين الإفراد ومهما تعددت صورة المجتمعات و أنماطها فإنها تخضع دائما لمجموعة من القواعد و التقاليد التي تضبط سلوك الإفراد داخل الواقع الاجتماعي أما بارسونز فقد قدم حلا معياريا فعلاقات التفاعل الاجتماعي بين الأفراد قائمة على تشربهم لمجموعة من القيم و المعايير ولقد سار التراث السوسيولوجي الغربي في خطين خط نظري مجرد يصنع الأسس العامة للنظرية التي تبرز عناصر الاستقرار و الاستمرار بين أجزاء الواقع الاجتماعي و خط امبريقي تبلور في جمع كم هائل من الشواهد ألأمبريقية التي تدعم هاته النظرية .
وعموما فإن التساؤل الذي نواجه به انفسنا هو ما فائدة هذه النظريات في واقعنا او مجتمعنا و عليه فإنه لا يعقل ان نأخذ هذه النظريات كما هي و نطبقها على مجتمعاتنا و واقعنا كما انها مازالت محل نضر في المجتمعات الغربية التي ظهرت فيها و نظرا لخصوصية كل مجتمع و تنوع العالم الاجتماعي غير انه يمكن الاستفادة من هذه النظريات و اعتبارها مصدرا للمفاهيم.
و في الاخير فإن هاذا الموضوع يبقى بحاجة الى المزيد من البحث و الدراسة المتعمقة التي من شأنها الاجابة على جوانب اخرى لم نتناولها في هاذا البحث ان اصبنا فمن الله وحده و ان اخطأنا فمن انفسنا و الله يعلم و انتم لا تعلمون .