الخلاصة:
تعد هذه الدراسة واحدة من المحاوالت العلمية التي تبناها مجال البحث التاريخي بجامعة الجلفة .
و تناولت موضوعا احدى أهم فترات الدول األوروبية األكثر تميزا و إثارة في العالم المسيحي و هي دراسة
بعنوان " دراسة مقارنة لتمويل حركات االسترداد و الحروب الصليبية " و تتمحور حول فصلين أساسين و هما
: الفصل األول يتحدث عن تمويل االسترداد والحملة الصليبية و الفصل الثاني عن مصادر تمويل الحمالت
الصليبية في الشرق اإلسالمي.
و يمثل الفصل األول عن الفترة التي أعقبت االنحالل الموحدي بالمغرب واألندلس بعد معركة العقاب قد عرفت
لصالح النصارى، وتكالبت القوى المسيحية خاللها
لحركة االسترداد. فقد مال فيها التوازن كلياً
توسعاً مذهالً
على جزيرة األندلس من كل جانب، فكانت »فترة ضاعت فيها ثغور المسلمين، واستبيح حماهم، والتهم العدو
بالدهم وأموالهم نهبا رة في السلم. واستولى طواغيت الكفر على أمصارها ً في الحرب، ووضيعة ومدا
وقواعدها«.
وتمتد هذه الفترة حسب ابن خلدون حوالي نصف قرن من 622 إلى 670 ه / 1225-1271 م.
الصليبية تاريخياً، فصًال وشكلت حركة االسترداد والحروب ها ًما في تاريخ العالم اإلسالمي والغربي، حيث
شهدت هذه الفترة سلسلة من الصراعات العسكرية والسياسية التي استمرت لعدة قرون. وقد ترتب على هذه
الحمالت تكاليف هائلة، تطلبت تموي . ًال ضخ ًما وموارد استثنائية
و تهدف هذه المذكرة إلى إجراء د راسة مقارنة لتمويل حركة االسترداد والح روب الصليبية، حيث سنقوم
بتحليل ومقارنة مصادر التمويل وطرق جمع األموال التي استخدمتها كال الجانبين. من خالل فهم كيفية تمويل
هذه الحمالت، نستطيع الحصول على نظرة أعمق إلى دوافع األطراف المتصارعة والتأثيرات االقتصادية
واالجتماعية لهذه الصراعات الطويلة.
وألهمية تكوين الدول واستمرار وجودها، وبسبب ندرة وجود الدراسة تتناول الوجود الصليبي في الشرق
وأسس قيام هذه الدراسة بشكل كامل من خالل تناول المرتكزات للحمالت الصليبية القادمة من أوروبا، أو
الحروب الصليبية التي قام بها الصليبيون في الشرق طوال فترات وجودهم.
و الفصل الثاني يمثل شه ود الشرق اإلسالمي في أواخر القرن الخامس الهجري حركة غزو غربية، لم يشهد
لها مثيالً في العصور الوسطى، واتخذت هذه الحركة من الدين ستاراً إلخفاء ما تنطوي عليه من المطامع
واألهداف، وتتمثل هذه الحركة في الحروب الصليبية.
كان لتلك الحركة ركائز اقتصادية طورها األوربيون طوال فترة وجودهم في الشرق، فالمتتبع للوجود
الصليبي يالحظ هذا التغير والتطور في النهج االقتصادي وأثره في الوجود األجنبي في المنطقة وفترات ضعفه
وقوته.
وألهمية العنصر االقتصادي في تكوين الدول واستمرار وجودها، وبسبب ندرة وجود دراسة اقتصادية تتناول
الوجود الصليبي في الشرق وأسس قيامه االقتصادية بشكل كامل، من خالل تناول المرتكزات االقتصادية
للحمالت الصليبية القادمة من أوروبا، أو الحمالت الصليبية التي قام بها الصليبيون في الشرق طوال فترات
وجود هم، قام الباحث بتناول هذا الموضوع ودراسته دراسة مستفيضة، اعتماداً على ما توفر من مصادر أجنبية
وعربية.
كانت عمليات التمويل ذات مفهوم أوسع من عمليات التموين، فضمت الدراسة جميع العمليات التي تشير إلى
هذا المفهوم، فالتمويل الذي قدمته المدن األوروبية خدمة للقضية الدينية، والذي قدمته المدن اإلسالمية خوفاً من
الصليبيين، وعمليات السلب والنهب واإلتاوات جميعها، تدخل في مفهوم التمويل المشروع أو غير المشروع
