الخلاصة:
يعتبر المشهد الثقافي و الفكري في تاريخ الحركة الوطنية من أبرز الجوانب التي كانت محل جدل و صراع كبيرين لدى مختلف مكونات و أطياف الحركة الوطنية لما فيه من قضايا مصيرية ترتبط أساسا بمقومات و قيم و هوية الأمة الجزائرية ولقد توصلنا من خلال دراستنا هاته إلى جملة من الملاحظات و النتائج التي يمكن حصرها فيما يلي :
- شكلت الحركة الوطنية بمختلف نخبها السياسية و الفكرية رافدا مهما في تنوع الطرح الفكري و الثقافي للحركة الوطنية .
- مثلت مسائل التعليم و اللغة العربية و الهوية الوطنية نقاط مهمة بين عديد التيارات الوطنية و الإسلامية في الوقت الذي جنحت فيه بعض التيارات المتأثرة بالفكر الغربي و الحزب الشيوعي إلى معاداة قيم الأمة بكل أبعادها .
- ساهم الصراع الفكري بين مختلف تيارات الحركة الوطنية في تأسيس النوادي الثقافية و المجلات العلمية و تقديم العرائض للسلطات الاستعمارية مما انعكس إيجابا على نشاط الحركة الوطنية .
- كانت فرنسا دائما تقف إلى جانب التيار التغريبي و تدعمه بمختلف الوسائل المادية و المعنوية و تنحاز إلى طرحه في كل المناسبات متجاهلة التيار الوطني و الإسلامي الذي يمثل غالبية الشعب الجزائري .
- على الرغم من الاختلافات و الصراعات الفكرية للحركة الوطنية إلا أنها انعكست إيجابا على الحركة الثقافية من خلال بروز العديد من الكتاب و المؤلفات التي أسهمت في الحياة الثقافية للجزائريين و أصبحت تمثل مصدرا مهما في تاريخ الحركة الوطنية .
- شكلت الصراعات عاملا سلبيا استغله الاستعمار لضرب الحركة الوطنية كما أحدثت هاته الصراعات الثقافية و الفكرية شرخا كبيرا داخل الحركة الوطنية .
و في الأخير نعتقد أن هناك جوانب أخرى لهذا الموضوع تحتاج إلى الدراسة من طرف الباحثين لعلهم يقدمون إضافات مهمة و يساهمون في إماطة الغموض عن الجوانب فيها.