Abstract:
من خلال ما سبق من خلال مواقف الاتجاه الادماجي من السياسة الاستعمارية (1919-1954) إلى مجموعة من النتائج و التي يمكن تلخيصها في ما يلي:
- نشأة الحركة الوطنية الجزائرية لم يكن بمحض الصدفة بل جاءت نتيجة جملة من العوامل والمتتبع لتاريخ المقاومة نجدها تعود إلى سنة 1830 أي منذ بداية الإحتلال الفرنسي، إلا أن هدفها واضح و محد هو الجلاء التام لقوات الاحتلال و تغيير الوضع المعاش في الجزائر.
- عملت الحركة الوطنية الجزائرية على توجهات سياسية تدافع بواسطتها عن الشعب الجزائري، لكن ما يجب الوقوف عنده هنا ، هو أن الاختلاف الإديولوجي في مطالب تلك التيارات كان واضحا.
- كان الزعماء الاستقلاليين والإصلاحيين بمثابة الموقد النافخ لروح هذا الشعب العظيم وكانت خطاباته الصادقة القوية بمثابة النفس الذي أشعل نار النخوة الدينية والوطنية وجعل حرارتها تسري في عروقه وكشفت سياسة الماكدين وتخاذل الخائنيين.
- إعتماد الاتجاه الاستقلالي على الخطاب المباشر واللهجة الحارة على عكسه من التيار الإصلاحي الذي استعمل أسلوب الملاينة السياسية.
- استطاع حزب نجم شمال إفريقيا أن يجمع في صفوفه من العناصر الجزائرية المتحمسة للعمل من اجل خلق كتلة وطنية ضد الاوريين في الجزائر واسترجاع السيادة الوطنية للجزائر.
- ان مفجري الثورة التحريرية هم ابناء هذا الحزب الوطني الاستقلالي الذين تشبعوا بافكار التحرر حتى ترجموا هذه الافكار الى ثورة اتت الى الجزائر باستقلالها .
- عمل رجال الاصلاح فرادى في سبيل تنوير عقول الجزائريين ومحاربة اهل الدجل والخرف بما استطاعو كالشيخ ابن باديس في قسنطينة والشيخ العقبي في بسكرة والشيخ ابو اليقضان في واد ميزاب ولكن لم يكتب لهم القبول منفردين بقدر ما كتب لهم مجتمعين ان تاسيس جمعية العلماء سنة 1931 كانت اللصق الذي حدد للعلماء الاهداف ورسم لهم الطريق وجمع كلمة الجزائريين عليها فاتت على ما صنعه اهل الكفر (الاستعمار) واهل الدجل (الطرقيين) وقضت على مجدهم في مدة لم تتجاوز ثلاث عقود ونيث وقد ارسو قواعدهم من الزمن .
- ان المنهج والاسلوب الذي سار عليه العلماء منهج يثبت عبقرية هؤلاء الرجال المخلصين حيث انهم لم يخسروا فرنسا رغم تربصها بهم ولم ينفروا اعدائهم الطرقيين رغم حقدهم عليهم حتى بلغوا ما بلغوا من اصلاح ما فسد ونسب من الانحراف ما كسب واتى للجزائريين بحريتهم .
- إن الخطابات الإصلاحية للعلماء قد جمعت بين الدين والسياسة إذ أنهم لم يفرطوا في السياسة حتى يكرههم الشعب ولم ينصرفوا إلى الدين فقط فينسو هموم الشعب ومعاناته.