Abstract:
كم يصعب الجزم بالفرح عند انتهاء أي بحث، فالبحث بحث على مزيد من البحث، والترقب يدفع إلى مزيد من الترقب والانتظار، وفي الختام هذه أبرز النتائج التي خلصنا إليها في هذه الرحلة البحثية :
-إن الحديث عن نشأة البراغماتية وميلادها لا يمكن أن تقول بأنها ثمرة العقل واحد بل هي ثمرة فكر جماعي من خلال النادي الميتافيزيقي ومدرسة شيكاغو.
-يعد تشارلز بيرس الأب الروحي للبراغماتية بحيث يعتبر هو أول من استخدم كلمة البراعمانية ووضع سأسها.
-أما وليام جيمس فيعود إليه الفضل كذلك في التعريف بالبراغماتية ونشرها وتوسيع نطاقها.
-اما جون ديوي ومن خلال فلسفته الوسيلية أو الأدائية استطاع أن يساهم كذلك في تطور البراغماتية وامتدادها، وذلك بتوجيه الأنظار إلى ميدان الحياة الواقعية واعتبر أن مدى نفعية الأفكار وما تعود به من فائدة على الإنسان هي التي تحدد قيمتها.
-وفي الحديث عن مكانة الخيرة في الاتحاد البراغماتي، فلقد كانت حاضرة في الخطاب الفلسفي البراعماني بامتياز، وتعتبر كذلك نقطة وصل اتفق عليها رواد الفلسفة البراغماتية مثل بيرس، وليام جيمس وجون ديوي.
-إن النتيجة الأساسية التي تخرج بها من الفلسفة البراغماتية أنها فلسفة سعت نحو التقدم والتطور وذلك بإنزال الفلسفة إلى الأرض بعد أن كانت غارقة في العالم المثالي ووجهت أنظارها إلى المشاكل الواقعية.
-إن جهود جون ديوي قد انصبت نحو تأسيس فلسفة الخيرة التي اعتبرها ثمرة تفاعل بين الكائن ومحيطه ونقطة وصل بين الفكر والعمل، وبين النظري والتطبيقي.
-وقد ربط ديوي بين الخبرة والمنطق واعتبر أن الخبرة مصدر للتفكير المنطقي، فالفرد عندما يكون في موقع خيرة حقيقية فإنه يقوم بعملية الاستدلال والاستنتاج من أجل الاستفادة من الواقعة وفي حديثنا عن الاستدلال فنحن نتحدث عن المنطق.
-وتمثل التربية لدى ديوي محطة جد مهمة حيث أنه ثار على الطرف التقليدية في التدريس والتي تتم عن طريق التحفيظ والتسميع، والنقل والتكرار والتقليد، ومثلت التربية ثورة عظيمة بالنسبة لجون ديوي واعتمد على الوسائل العلمية والعملية في عملية التربية والتي لا يمكن للمتعلم أن يستفيد منها إلا من خلال الخبرة.
-إذن إن جون ديوي قد ترك بصماته من خلال فلسفة الخبرة التي كانت جوهر تفكيره، والتي من خلالها جعل من الإنسان المفكر عنصرا فعالا في مجتمعه وتوجهه نحو استغلال ما صخرته له الطبيعة من امكانيات حتى يتغلب على مشاكله، ويسمو بأفكاره نحو التقدم والتطور ليس عن طريق التفكير المجرد والميتافيزيقي بل من خلال التفكير العملي الذي تهبنا إياه الخبرة.
-وفي النهاية نأمل أن يشكل هذا البحث المتواضع حافزا في تناول موضوعات مشابهة والتوسع فيها أكثر، مستفيدين من طريقة بحثنا وتفاصيله، وأرجو الله أن ينتفع به مستقبل