الخلاصة:
برزت نظريات نقدية عديدة في النصف الثاني من القرن العشرين، أخذت تم بالنص
الأدبي و تدرسه من أعماقه ثم قدمته مختلفاً عما كان قبله . فصار النص مفتوحاً لق ا رءات
متعددة و لكشف الدلالات الّلا محدودة . فهو ليس منتوجاً للمؤلف فحسب ،بل هو عملية
انتاجية يتصل فيها صاحب النص و قارئه، حيث يكمل أحدهما عمل الآخر سعياً لإنتاجيته،
بأن يعطي المؤلف نصاً منفتحاً شاملاً لق ا رءات و تأويلات مختلفة، هذا من ناحية و من
ناحية أخرى يؤول له القارئ حيث يشاء و يبدع معان جديدة؛ أي يجعله يخلق نصاً جديداً
مفتوح اً قابلاً للكشف .
إذ تتداخل النصوص و تتفاعل الأفكار السابقة أو المعاصرة في نظام اللغة؛ فهذا ما
يسمى " بالتناص " أو التسميات الأخرى كالنصوصية أو التداخل النصي أو التعالق النصي
في د ا رسات حديثة . : : و الواقع أن جوليا كريستيفا كانت أول من استخدم مصطلح " التناص " في منتصف
الستينات من القرن العشرين، في بحوث عديدة كتبها بين عامي 1966 م و 1970 م و
صدرت في مجلتي (tel catel) و (naged) ، و إن ورد قبلها لدى باختين الذي كان يسميه
) التفاعل السوسيو لفظي (، الّا أن كريستيفا أعطت تسميته النهائية : " التناص ." فهي
اعتمدت على باختين و استبصا ا رته النقدية في د ا رساته حول ديستويفسكي و ا ربلية، حيث
يؤكد أن الكتابة تعني ثلاثة عناصر هي : النص و الكاتب و المتلقي، بالإضافة الى عنصر
" التناص " ، الذي يناقش مع هذه العناصر الثلاثة .