الخلاصة:
سعت الد ا رسات المغوية والمسانية منذ نشأتيا إلى د ا رسة المغة ، وعممت
عمى وصفيا بمختمف الوسائل والمناىج المتاحة لذلك ، وبذلك فقد عرفت المغة عبر مر
العصور العديد من التحميلات والد ا رسات التطبيقية لبنيتيا الأساسية ، فدرست من وجيات
نظر متعددة ، بدءا بالتحميل التاريخي ثم المقارن وصولا إلى التحميل الوصفي ، ولم يكتفي
الباحثون في ذلك كمو بالمعاجم التي تحوي مفرداتيا ومعانييا ، بل درسوىا كذلك من
النصوص الأدبية والشعرية عمى وجو الخصوص ، وذلك لأن لغة الشعر ىي لغة حاممة
لمقيم الفنية والثقافية ، وكذا الاجتماعية ، وفيي باختصار نسيج كامل ومتكامل ، ومن ىذا
المبدأ كانت لي الرغبة في التعرف عمى الخصائص التي تطبع بنية المغة في عصر من
العصور ووقع اختياري عمى العصر الجاىمي.
ب
فقد عقدت العزم بذلك عمى إختيار نموذج من الشعر الجاىمي لتحميمو تحميلا
لغويا ، يكون اليدف من و ا رئو البحث عن وظيفة البنية المغوية في صنع القصيدة ىذا من
جية ، ومن جية أخرى معرفة بعض الخصائص المغوية )الصوتية والصرفية والتركيبية
والدلالية ( ، وارتأيت أن يكون النموذج الشعري قصيدة لمشاعر الجاىمي الشاب : " طرفة بن
العبد البكري . " وانطلاقا مما سبق كان موضوع بحثي ىذا "الخصائص المغوية في معمقة
طرفة بن العبد " وىكذا جاء العنوان ، وكما ىو ملاحظ من العنوان فإنني جعمت معمقة طرفة
مدونة ىذا البحث وماذلك إلا لممكانة السامقة التي تحتميا ىاتو المعمقة بين باقي المعمقات ،
تمك المكانة التي شيدىا الدارسون وأشاد بيا النقاد والباحثون ، وامتدادا لذلك العنوان فقد
ضبطت ليذا البحث إشكالية رئيسية تتمثل في السؤال الكبير مامدى إسيام الخصائص
المغوية في بناء نص معمقة طرفة بن العبد