Abstract:
تحتلّ الرواية مكانة هامة في الفترة المعاصرة، فقد أصبحت سيّدة الفنون الأدبية بلا منازع، لما لها من قدرة على احتواء الواقع بكل أبعاده، السياسية و الاجتماعية والنفسية، والإيديولوجية...
فمنذ أن حصر البويطيقيون موضوع الأدبية في الخطاب الأدبي، انكبّ الدارسون على دراسته وتحليله، متملّصين من كل ما كان يثقل الدراسات القديمة، بما ليس له علاقة بالنص الأدبي. فظهرت بذلك مناهج جديدة تخدم النظرة الجديدة للخطاب الأدبي.
إن للرواية خصوصية تميزها عن سائر الفنون الأدبية، فهي عالم معقد، يتداخل فيه الزمان والمكان والشخوص والأحداث، يصعب عزل الواحد منهم عن الآخر. فقد أصبح تحليل الخطاب الروائي يكشف أسرار النص ويستخرج مكنوناته، وبعده الجمالي الذي ينشأ عن تفاعل عناصره.
لذلك فقد وقع اختيارنا على هذا الموضوع، فبعدما تطرقنا إلى مبادئ هذا المنهج في مقياس "تحليل الخطاب"، أردنا أن نتعرف أكثر على هذه الطريقة في تناول الرواية. وازداد تعلقنا بالموضوع بعد معرفتنا أن التطبيق سيكون على إحدى أعمال "مي زيادة"، وهي "رجوع الموجة"، هذه الكاتبة الغامضة، التي طالما أثارت في نفوسنا الحيرة والتساؤل، اللذين يدفعان إلى البحث عن أسرارها وفك لغزها.