الخلاصة:
إن البحث في بلاغة وأسلوب النبي صلى الله علیه وسلم شرف عظیم،
ولذلك أشكر الله الذي یسر لي الأمر وأعانني على خدمة جانب من السنة المطهرة.
وأسلوب النبي (صلى الله عیه وسلم) یمثل القمة الثانیة في أسالیب العربیة بعد
كتاب الله المنزل، فالنبي صلى الله علیه وسلم كان أفصح العرب لسانًا، وأوضحهم
بیانًا، وأعذبهم نطقًا، وأبینهم لهجة، وأعرفهم بمواقع الخطاب. وقد اتفق علماء
البلاغة والعارفون بالفصاحة أن الرسول صلى الله علیه وسلم كان المثل الأعلى في
فصاحة اللسان، وبلاغة القول، وروعة البیان.
ولقد اشتغل الدارسون في البحث عن الإعجاز في بلاغة القرآن وأسالیبه، فأ ا رقوا
الكثیر من الحبر، وسودوا تلالا من الصفحات، خدمة لكتاب الله وإثباتا لإعجازه،
لكنهم ولم یبحثوا كثی ا ر في فصاحة وبلاغة النبي صلى الله علیه وسلم، فلم یحللوا
النصوص النبویة، ولم یتطرقوا إلى د ا رسة سمات أسلوب النبي صلى الله علیه وسلم
وبیانه.
بل لم نجد من خصص د ا رسة لرسائل النبي صلى الله علیه وسلم، على أهمیتها،
وتفردها في أسالیبها وبیانها، وبلاغتها، وعلى ما فیها من مضامین، وما تحمله من
غایات، إلا ما جاء عرضا، في تخریج حدیث، أو سرد خبر، أو تفسیر آیة.