الخلاصة:
في نهایة هذه الد ا رسة نقول بأن الأسرة من خلال عملیة التنشئة الاجتماعیة تقوم بإعداد الفرد وفق
متطلبات أهداف المجتمع وغایاته وذلك من خلال تلقینه القیم التي یؤسس علیها النظام الاجتماعي
إلا أن هذه الوظیفة عرفت تحدیات سواء من خلال القیم المحمولة إلینا عبر مختلف الوسائل
والآلیات خاصة أو من خلال التطور الحاصل في النظم الاجتماعیة بفعل التأثیر العولمي عامة
إن الواقع الاجتماعي على المستوى العالمي أقل ما یقال عنه أنه موسوم بانفجار معرفي
وتكنولوجي غیر مسبوق غ یر من مفهوم الزمان والمكان وألقى بظلاله على جمیع النظم وأوجد
هاجس لدى المجتمعات تتعلق بفقدان الهویة لاسیما هویة الأسرة وأسالیبها في تربیة أبنائها
وتنشئتهم .
ان الأسرة تتعامل مع أبنائها بأسالیب متنوعة ومختلفة عبر ما یسمى الممارسات والقیم الاجتماعیة
الملزمة والتي تحدد علاقات المجتمع ككل ومن ضمن هذه الأسالیب أسلوب الثواب والعقاب كأحد
أسالیب الضبط الاجتماعي التي تباشرها الأسرة والتي تتحدد من خلالها شخصیة الطفل ، فاختیارنا
للأسلوب التربوي هو اختیارنا لشخصیة الطفل فعلماء النفس أكد وا بأن السنوات الأولى من حیاة
الفرد هي المرحلة الحاسمة في تحدید المعالم والمبادئ الأساسیة للشخصیة إلا أن هذا الأمر لم
یعد منوطا بالأولیاء بل إنه أصبح متأث ا ر بما حملته إلینا العولمة التي تدخلت في شتى مجالات
الحیاة بل إنها أصبحت المتحكم في نسقها مما أثر ذلك على اختیار وتبني الأسالیب التربویة
فجاءت هذه الد ا رسة لتلقي بضلالها على مدى تأثر تبني أسالیب الضبط بقیم العولمة من حیث
حجم الاكتساب والتفاعل لتنتهي الد ا رسة أن القیم المعولمة ساهمت في تأكید وعي الأسرة في تبنیها
أسلوب الثواب وممارسته بشكل أكبر أثناء تربیة ووافقت التوجه العام للأسر على تفادي أسلوب
العقاب كنمط تربوي لتنشئة الأبناء وهكذا نستطیع القول أن هذه الد ا رسة وقفت على أن القیم
الأصیلة للمجتمع الج ا زئري متوازنة ولها محددات سوسیولوجیة دفعتها لتبني أسلوب الثواب كما أن
العولمة أكدت موقف الأس رة الج ا زئریة ووعیها بفشل العقاب التربوي .
ا
أما التوصیات والمقترحات فإن نقدمها على النحو التالي :
بالنسبة للتوصیات فإنه بعد التأكد من التحقق الفعلي لفرضیات الد ا رسة فإننا وعلى ضوء إشكالیة
الد ا رسة ونتائجها نوصي بمایلي :
التوعیة والاهتمام بالتنشئة الاجتماعیة السلیمة والصحیحة والتمسك بالقیم الأصیلة والمحافظة على
الخصوصیة والهویة من خلال عملیة تشاركیة تقوم بها كل النظم الاجتماعیة
ترسیخ دور الأسرة ومن بعدها الجماعات الاجتماعیة الأخرى في عملیة الضبط الاجتماعي
الرسمي أو غیر الرسمي
ضرورة م ا رجعة التش ریعات والنظم القانونیة بما یحفظ طبیعة وخصائص المجتمع الج ا زئري
ضرورة العمل على إب ا رز نوعیة وقیمة الأع ا رف والتقالید التي تحكم الأسرة الج ا زئریة من خلال
العملیة التربویة .
تفعیل دور وسائل ومؤسسات الضبط المختلفة وفي المقابل توفیر حاجات المجتمع المادیة والفكریة
والسیاسیة والاقتصادیة ...الخ
العمل على معالجة مشكل البطالة وٕانهاء حالة الف ا رغ الموجودة في المجتمع لأن البطالة والف ا رغ
یضعف من حصانة منظومة القیم .
التحسیس بدور الأسرة ووظیفتها في تكوین جیل خال من التشوه الفكري والمعرفي .
تشجیع الباحثین على القیام بد ا رسات میدانیة وعلمیة من أجل التعرف على أسباب الاستغ ا رق
والتماهي مع حالة العولمة
إج ا رء د ا رسات وندوات وملتقیات وحملات تحسیسیة نعرف من خلالها بإیجابیات العولمة ومساوئها
كما أن الاقت ا رحات التي أوجهها من خلال نتائج البحث والد ا رسة فهي
استخدام وسائل الاتصال الجماهیري للتوعیة بمخاطر العولمة وقیمها والتمسك بالقیم الأصیلة
والخصوصیة الثقافیة .
القیام بتأسیس م ا ركز ترصد أسباب التغیر والتحول السلبي المؤثرة في المجتمع الج ا زئري وتقدیم
الحلول لذلك .
فرض عقد ندوات جهویة وبانتظام وبصورة دوریة على مستوى الجامعات والمؤسسات الفاعلة
للتوعیة بمخاطر التماهي وتبني قیم العولمة بعیدا عن المحددات السوسیولوجیة للمجتمع الج ا زئري
فتح تخصص على مستوى الجامعة تابع للعلوم الإنسانیة والاجتماعیة یتعلق بالعولمة على اعتبار
أن هناك د ا رسات قامت على أساس علم اجتماع العولمة .